13/12/2014 2:24 م
كذلك هناك من يرى أن إن كلمة تكنولوجي
يونانية الأصل وتعنى بمفهومها الحديث علم تطبيق المعرفة في الأغراض العلمية بطريقة
منظمة، وعند تقسيم الكلمة إلى جزئين يعنى الأول منها المهارة والثاني فن التدريس
وبالتالي تكون في مجملها المهارة في فن التدريس.
ويعرف Charles Beard تكنولوجيا التعليم على أنها مجموع ما هو متوفر من معامل وآلات
وأنظمة تم تطويرها واختبارها. وهي ترتبط في الأصل بالعلوم البحتة Pure Science وخاصة الرياضيات، إلا أن هذا التعريف لم يتعرض لمدى إمكانية تحقيق
الأهداف التعليمية.
بينما يعرف Henry B. Du التكنولوجيا في حد ذاتها على أنها أكثر من التطور العلمي وأكثر من
إنجاز هندسي وأكبر من القوة الميكانيكية، فهي مجموع الأدوات والوسائل التي يمكن أن
تضيف لحياة الإنسان. وهي القوة التي يمكن أن تؤدي إلى الاختراعات والمهارات Skills والأجهزة Equipment والطرق Methods.
وقد يظن البعض أن الوسائل التكنولوجيا
للتعليم هي الأساليب الحديثة فقط من العملية التربوية أو استخدام الآلات التعليمية
فقط، أو الأجهزة التعليمية لدرجة أن هناك بعض المعلمين من يتباهى بوجود عدد من
الأجهزة التعليمية بمدرسته، أو أنه يدخل الفصل ومعه العديد من الأجهزة التعليمية،
ولكن تكنولوجيا التعليم أشمل من ذلك، فهي قد تتكون من السبورة والطباشيرة والمعامل
والأجهزة التعليمية ودوائر التليفزيون المغلقة والآلات التعليمية والحاسب الآلي
والأقمار الصناعية – المواد التعليمية داخلها – والاستراتيجية التدريسية الموضوعية
لكيفية استخدامها ضمن أي نمط من الأنماط التدريسية.
وأن استخدام الطريقة الحديثة في التعليم
بناء على أسس مدروسة وأبحاث ثبت صحتها بالتجارب هو ما يسمى بتكنولوجيا التعليم وهي
بمعناها الشامل تضم الطرق والأدوات والمواد والأجهزة والتنظيمات المستخدمة في نظام
تعليمي معين بغرض تحقيق أهداف تعليمية محددة من قبل. ويتضح من ذلك أن تكنولوجيا
التعليم لا تعنى مجرد استخدام الآلات والأجهزة الحديثة ولكنها تعنى في المكان
الأول الأخذ بأسلوب الأنظمة (Systems
approach) وهو اتباع منهج
وأسلوب وطريقة في العمل تسير في خطوات منظمة وتستخدم كل الإمكانيات التي تقدمها
التكنولوجيا وفق نظريات التعليم والتعلم. ويؤكد هذا الأسلوب النظرة المتكاملة لدور
الوسائل التعليمية وارتباطها بغيرها من مكونات هذه الأنظمة ارتباطاً متبادلاً.
تطور
مفهوم تكنولوجيا التعليم:
نظراً للتقدم التكنولوجي الكبير في كافة
المجالات المختلفة في هذا العصر الحالي، والذي شمل المجال التربوي سواء في المواد
التعليمية أو التخصصات الفرعية لها، وطرق وأساليب تدريسها، والهدف العام من
العملية التربوية، فقد مرت الوسائل التعليمية بتسميات مختلفة إلى أن أصبحت علماً
له مدلوله وأهدافه وهو تكنولوجيا التعليم وما يهمنا في هذا الجزء هو استعراض
للتطور التاريخي لمفهوم تكنولوجيا التعليم.
أ)
المرحلة الأولى:
1-
التعليم الـمرئي Visual
Insurrection:
يرجع استخدام الوسائل التعليمية إلى
القدماء المصريين، لأنهم أول من فطنوا إلى أهمية استخدام الوسائل التعليمية في
تعليم النشئ الصغير الكتابة والحساب، حيث كانوا يستخدموا قطع من الحجارة والحصى
لتعليم النشئ العد والحساب، وكذلك كانوا يستخدموا النقش على المعابد والأحجار
لتعليم الكتابة – فكانوا يطلقون عليها وسائل معينة على الإدراك لأنها تساعد النشئ
الصغير على إدراك الأشياء التي يتعلمها.
ونظراً لاعتقاد المربين بأن التعليم
يعتمد أكثر على حاسة البصر وأن من 80 إلى 90% من خبرات الفرد في التعليم يحصل
عليها عن طريق هذه الحاسة، لذلك أطلق عليها الوسائل البصرية.
2-
التعليم المرئي والمسموع Audio Visual Instruction:
رغم ظهور مصطلح الوسائل البصرية إلا أنه
ظل قاصراً، لأن التعليم في وجود هذا المصطلح يكون قاصراً على حاسة البصر فقط، في
حين أن المكفوفين يتعلمون عن طريق حاسة السمع، لذلك ظهر مصطلح الوسائل السمع بصرية
وهو يعتمد على حاستي السمع والبصر معاً في التعليم.
3-
التعليم عن طريق جميع الحواس:
وبالرغم من معالجة القصور في مصطلح
الوسائل البصرية، وظهور مصطلح الوسائل السمع بصرية، إلا أن هذا المصطلح به قصور
أيضاً لأنه يقصر التعليم على حاستي السمع والبصر فقط، في حين أن الفرد يستخدم جميع
حواسه المختلفة في التعليم مثل حاسة الشم واللمس والتذوق. لذلك ظهر مصطلح الوسائل
التعليمية وهو أكثر شمولاً ولا يعتمد على حاسة واحدة بل على جميع الحواس المختلفة
للفرد.
ب)
المرحلة الثانية:
وفي هذه المرحلة اعتمدت على أن الوسائل
التعليمية معينات للتدريس أو معينات للتعليم Teaching Aids فسميت وسائل الإيضاح نظراً لأن المعلمين قد استعانوا بها في
تدريسهم، ولكن بدرجات متفاوتة كل حسب مفهومه لهذه المعينات وأهميتها له، وبعضهم لم
يستخدمها، وقد يعاب على هذه التسميات بأنها تقصر وظائف هذه الوسائل على حدود ضيقة
للغاية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق